درجاااااات الحرارة ترتفع الرياض(55) وجدة (51) قبل جمرة القيظ

سجلت بعض أجهزة رصد درجات الحرارة في الرياض 55 درجة مئوية, في حين سجلت مدينة جدة أعلى درجة حرارة في تاريخها وذلك بوصولها إلى 51 درجة مئوية وسط موجة حر شديدة بدأت منذ أسبوعين تقريبا, تسببت في إحجام الكثير من السكان عن ارتياد المواقع المكشوفة كالحدائق وممرات المشاة أثناء النهار.
وسجّلت أجهزة الرصد التابعة لجامعة الأمير سلطان الأهلية الواقعة على ممر المشاة بطريق الملك عبدالله شمال الرياض عصر أول من أمس 55 درجة مئوية, كما رصدت في تمام الساعة 4:30 عصرا, وكانت المعلومات التي يعرضها جهاز الرصد كالوقت والتاريخ صحيحة, فيما تفاوتت الأرقام بين أجهزة الرصد المعلّقة على بعض الجهات الحكومية والأهلية في العاصمة حيث لم تتجاوز درجة الحرارة فيها 50 درجة.
وأكد الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق أمس, تجاوز درجات الحرارة هذه الأيام حاجز الـ 50 درجة مئوية في الظل في أجزاء من المنطقتين الوسطى والشرقية, ووصفها بأنها من المعدلات القياسية, مضيفا أنه عادة ما ترتفع الحرارة بعد انصراف الشمس من الجهة الشمالية إلى الجنوبية خلال رحلتها السنوية, وتعارف العامة على ذلك بقولهم "لا حر إلا بعد الانصراف" حيث ستنصرف بتاريخ 21 يوليو وعلية تكون أواخر "يوليو" وأوائل "أغسطس" هي الأشد حرارة على مدار السنة.
وأشار الدكتور الزعاق إلى أن المنطقة ما زالت في منتصف طريق الحرارة اللاهبة, حيث تشير المؤشرات المناخيّة المبنيّة على حركات الرياح, واحترار المحيطات المغاير للعادة, وتخلقات السحب, ونسبة البخر, على أن المملكة ستشهد صيفاً حاراً ومرهقاً, تصل فيه درجات الحرارة إلى أعلى المستويات العالمية، وتابع: نحن الآن في بداية الصيف اللاهب ومع ذلك تجاوزت الحرارة 50 درجة مئوية في بعض المناطق وهو ارتفاع حاد رغم أننا لم نصل إلى أيام "جمرة القيظ" التي تبدأ من 20 يوليو إلى 20 أغسطس مما يؤكد أن الحرارة ستتجاوز 50 درجة في الظل, أما تحت أشعة الشمس المباشرة فتختلف درجة الحرارة بحسب السطح المستقبل للأشعة الشمسية, فالحرارة على الأسطح السوداء تصل إلى 85 درجة مئوية, وعلى الأسطح البيضاء تبقى في السبعينات.
وأضاف أن المؤشرات على ارتفاع الحرارة هو تأخر دخول موسم الصيف لتتزامن بدايته مع نشاط المنخفضات الجوية على بحر العرب مما ساهم في مهاجمة الحر للمنطقة بشكل مباغت وولّد الأعاصير على بحر العرب والمحيط الهندي لتنتقل إلى المنافذ المناخية المؤدية إلي المنطقة وعلى رأسها إعصارا "اليمن" و"فيت"، مبيناً أن كل هذه المؤشرات ربما تزيد من نسبة هطول الأمطار الصيفية على المعدلات الطبيعية على المناطق الجنوبية من المملكة, وتسهم في ارتفاع الحرارة المحسوسة على المناطق الوسطى, مضيفا أن الشمس تتقدّم إلى أعلى نقطة لها في الشمال, وتصلها في 22 يونيو وبذلك تصبح زاوية سقوط الشمس شبه متعامدة, مما يؤدي إلى زيادة ساعات النهار وقوة تأثير أشعة الشمس, لتؤثر على منطقة من الضغط المنخفض مولّدة رياحا شمالية غربية جافة وحارة ومغبرة أحيانا بسبب اندفاعها من مناطق صحراوية قاحلة وجافة.
وطمأن الدكتور الزعاق السكان بأن ارتفاع درجة الحرارة فوق 50 المئوية أمر طبيعي ويحدث كثيرا في بعض المناطق لأن الحرارة لا تستقر دوما بالمعدّل نفسه, فقد ترتفع فيطلق عليها حينها " فوق المعدّل" وقد تنخفض بطريقة معاكسة لكن ذلك لا يستمر طويلا وما تلبث أن تعود درجات الحرارة لمعدلاتها الطبيعية.
من جانبه أوضح مدير الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة شاهر أبو حميدي، أن الكتلة الهوائية الساخنة التي كانت تؤثر على شرق ووسط المملكة تحركت إلى غرب المملكة عن طريق الرياح الشمالية الشرقية مع وجود هواء هابط من طبقات الجو العليا، إضافة إلى تعامد الشمس على خط 23 ونصف شمالا، وأدى اجتماع ذلك كله إلى ارتفاع درجة الحرارة على منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. كما سجلت ينبع 48 درجة مئوية.